دَبْكَةُ "حَبْلِ مْوَدِّع"

 
 
 
 

لِكُلِّ بَلَدٍ فُنونٌ شَعْبيَّةٌ تُعَبِّرُ عَنْ ثَقافَتِهِ وَتَتَوارَثُها الأَجْيال. وَالفولْكُلورُ الأُرْدُنيُّ الشَّعْبيُّ أَحَدُ أَهَمِّ هَذِهِ الفُنونِ المُتَنَوِّعَةِ في الأُرْدُن، فَهوَ يَتَضَمَّنُ ما يُعْرَفُ بِالدَّبْكاتِ البارِزَةِ في الأَعْراسِ وَالِاحْتِفالاتِ، وَهيَ رَقْصَةٌ شَعْبيَّةٌ عَلى أَنْغامِ موسيقى تَقْليديَّةٍ. وَمِنْ هَذِهِ الدَّبْكاتِ دَبْكَةُ "حَبْلِ مْوَدِّع" الأُرْدُنيَّةُ الشَّعْبيَّةُ الَّتي يَفْتَخِرُ بِها الشَّعْبُ، وَهيَ مُنْتَشِرَةٌ في الأَرْيافِ وَالقُرى.

فَما تَفاصيلُ دَبْكَةِ "حَبْلِ مْوَدِّع"؟ وَما الأَزْياءُ الَّتي اشْتُهِرَتْ بِها؟

دَبْكَةُ "حَبْلِ مْوَدِّع" تُرْقَصُ عَلى أَنْغامِ المِجْوَزِ - آلَةٌ موسيقيَّةٌ مُكَوَّنَةٌ مِنْ قَصَبَتَيْنِ تُصْدِرانِ أَلْحانًا عَذْبَةً عِنْدَ النَّفْخِ فيها - وَيَتَشارَكُ فيها الرِّجالُ وَالنِّساءُ مِنْ أَهالي العَروسَيْنِ وَأَصْدِقائِهِما، فَيَقِفُ كُلُّ رَجُلٍ إِلى جانِبِ امْرَأَةٍ مِنْ بِدايَةِ المَجْموعَةِ حَتّى آخِرِها، وَتَتَشابَكُ أَيْديهِمْ مَعًا؛ لِذَلِكَ سُمّيَتْ بِدَبْكَةِ "حَبْلِ مْوَدِّع". تَكونُ هَذِهِ المَجْموعَةُ عَلى شَكْلِ خَطٍّ مُسْتَقيمٍ أَوْ دائِرَةٍ أَوْ نِصْفِ دائِرَةٍ، وَيَكونُ صاحِبُ المِجْوَزِ في وَسَطِها حَيْثُ يَقومُ بِدَوْرِهِ بِحَرَكاتٍ وَرَقْصاتٍ فَنّيَّةٍ تُعَبِّرُ عَنِ انْدِماجِهِ في اللَّحْنِ ليُكَوِّنَ بِذَلِكَ لَوْحَةً فَنّيَّةً رائِعَةً في غايَةِ الجَمالِ تؤَثِّرُ في كُلِّ مَنْ يُشاهِدُها.

وَهُنا، لا بُدَّ لَنا مِنَ التَّطَرُّقِ إِلى الأَزْياءِ الفولْكُلوريَّةِ الأُرْدُنيَّةِ الَّتي يَرْتَديها الأَفْرادُ المُشارِكونَ فيها. نَبْدَأُ بِزيِّ النِّساءِ المُطَرَّزِ بِخُيوطٍ ذاتِ أَلْوانٍ جَميلَةٍ وَنُقوشٍ مُمَيَّزَةٍ، وَيَكونُ عَلى شَكْلِ ثَوْبٍ عُنّابيٍّ يُشْبِهُ العَباءَةَ وَفَوْقَهُ "أَبو ردين" وَهوَ ثَوْبٌ مِنْ دونِ أَكْمامٍ يُلْبَسُ تَحْتَهُ قَميصٌ مُلَوَّن. أَمّا الرِّجالُ فَيَرْتَدونَ العَباءَةَ وَالسِّرْوالَ، وَهوَ بِنْطالٌ فَضْفاضٌ، وَكَذَلِكَ "العِقالَ" وَهوَ غِطاءُ الرَّأْسِ المُزَرْكَشُ وَالمُهَدَّبُ بِخُيوطٍ قُطْنيَّةٍ تَعْتَليهِ قِطْعَةٌ سَوْداءُ مِنْ شَعْرِ الماعِزِ للدَّلالَةِ عَلى العِزَّةِ وَالشُّموخ.

وَكَخُلاصَة، في بُلْدانِنا العَرَبيَّةِ تُراثٌ جَميلٌ وَفولْكُلورٌ رائِعٌ عَلَيْنا المُحافَظَةُ عَلَيْهِ في المُسْتَقْبَلِ وَإِذْلالُ التَّحَدّياتِ الَّتي تواجِهُه.

فَما رَأْيُكُمْ بِزيارَةِ إِحْدى القُرى الأُرْدُنيَّةِ وَالِاسْتِمْتاعِ بِهَذا الفَنِّ الجَميلِ وَالتَّعَرُّفِ إِلَيْهِ وَالمُشارَكَةِ فيهِ؟


هذا النّصّ من تأليف التّلميذة "يارا فاضل جرادات" بإشراف المعلّمة "فاتنة حابس" في الصّفّ السّادس من مدرسة "الظّفرة الخاصّة - العين/ الإمارات العربيّة المتّحدة" خلال مشاركتها في مسابقة التّعبير الكتابيّ على منصّة "كم كلمة" في العام الدّراسيّ 2023-2022.

Previous
Previous

شِتاءُ "طَنْطورَة"

Next
Next

"ظَريفُ الطّول"... قِصَّةُ وَطَن