وَقْفَةُ تَساؤُلٍ

 
 
 
 

إنّ ما يحدث حولنا في هذه القرية الكوَنيّة ذو وتيرة سريعة، بخاصّة مع التّطوّرات التّكنولوجيّة المُحدِقة بنا من كلّ صوب. والتّغيّرات النّاتجة من ذلك كافية لنتوقّف قليلًا، ونأخذ نفسًا عميقًا ونطرح على أنفسنا، كتَربويّين، السّؤال الآتي:

 

إلى أيّ حدّ تنسجم ممارساتنا التّربويّة مع مستجدّات العصر؟ 


في الحقيقة، لسنا أوّل من يطرح هذا السّؤال، فقد سبقتنا إلى ذلك منظّمة "اليونِسْكو" حين كلّفت لجنة "إدغار فور" الدّوليّة القيام بِدراسة تُعنى بإيجاد الحلول المناسبة لِما يواجهه قطاع التّربية والتّعليم من تحدّيات في القرن الواحد والعشرين.

إليكم أربعة أركان أساس نتجَت من هذه الدّراسة:

١- التّعلّم للمعرفة: يُقصد بها تسليح المتعلّم بالمعارف الّتي تمكّنه من فَهم الحياة وتُنمّي قدراته المهنيّة وقدراته في التّواصل مع الآخرين.

٢- التّعلّم للعمل: أي تمكين المتعلّم من تطبيق معارفه بحيث يكون عنصرًا مؤثّرًا في المجتمع.

٣- التّعلّم للعيش مع الآخرين: تعليم المتعلّم المشاركة والتّعاون في الأنشطة البشريّة.

٤- التّعلّم لنكون: وتعني تنمية الفرد تنمية شاملة، أي فكريًّا وجسديًّا وأخلاقيًّا.

 
 


ما دامت الغاية من التّربية تنمية المتعلّم تنميةً شاملةً تجعله قادرًا على التّفاعل والتّكيّف والإنتاج في المجتمع، لم يعد بإمكاننا الاكتفاء بممارساتنا التّربوّيّة التّقليديّة من دون تحديثها.

هنا تكمُن أهمّيّة الاعتراف بضرورة المُعاصرة، كي لا تفقد التّربية وظيفتها الجوهريّة المتمثّلة في تمكين أجيال المستقبل وتسليحهم بالمهارات اللّازمة ليخوضوا الحياة كما يليق بهم.

بعودة إلى الأركان الأربع المذكورة أعلاه، تجدر الإشارة إلى أن ما يندرج تحتها من مهاراتٍ لا يمكن غضّ النّظر عنها في تربية عصرنا الحاليّ، مثل مهارات التّعلّم مدى الحياة ومهارات المعلومات والإعلام والتّكنولوجيا وغيرها والنّقد والإبداع وحلّ المشكلات والتّواصل والتّعاون والمرونة والتّكيّف والمبادرة وتوجيه الذّات، إلى جانب التّحلّي بثقافة المعلومات، وثقافة الوسائط الإعلاميّة، وثقافة الاتّصالات والتّكنولوجيا والإنتاجيّة والمسؤوليّة والمُساءلة، أضف إليها المهارات الاجتماعيّة والمشاركة المدنيّة وغيرها.

إنّ الطّريق المؤدّي إلى جعل هذه المهارات حقيقةً محقّقةً في الأجيال القادمة لا يسلكه المتعلّمون وحدهم، إنّما يكون بنا، نحنُ أوّلًا، المعلّمينَ القادرينَ على التّحلّي بكفاياتٍ مهنيّةٍ للنّجاحِ في ممارساتِنا التّربويّة. وذلكَ يبدأُ بمساءلةِ الذّات: أَيْنَ نَحْنُ منَ التّربيةِ والتّعليمِ في القرنِ الواحدِ والعِشْرين؟

للاطّلاع على موارد تعليميّة مُعاصرة، يمكنكم البدء بتجربة مجّانيّة في منصّة "كم كلمة".

 
 

Dr. Samar Asso

E-Learning Curriculum Specialist

Previous
Previous

نشاطات ممتعة لصفوف أكثر متعة وتفاعليّة

Next
Next

مكتبة "كم كلمة" الرّقميّة… أتستحقّ كلّ هذا الزّخم؟