من الواقع إلى الخيال: القراءة تُحرّر الفِكر وتُثري الخَيال

 
 
kids-reading
 

هل تعلمون أنّ معدّل القِراءة يختلف حسب العمر والقدرة والبيئة التّعليميّة من شخص إلى الآخر؟ لقد أظهرت دراسة، للمؤلّف "بارك بريسبارت" (2019) بعنوان "كم عدد الكلمات الّتي نقرأها في الدّقيقة؟ مراجعة وتحليل تلوي لمعدّلات القراءة"، أنّ معدّل القراءة عند الأطفال البالغ عُمرهم بين 8 و12 سنة يقرأون نحو 144 – 185 كلمة في الدّقيقة، والمراهقين بين 13 و18 سنة نحو 190 – 250 كلمة، بينما يصل البالغون إلى 238 – 260 كلمة. أي خلال 15 دقيقة، يقرأ الأطفال 2,160 – 2,775 كلمة، والمراهقون 2,850 – 3,750 كلمة، والبالغون 3,570 – 3,900 كلمة، مع مراعاة أنّ المعدّلات تتأثّر بنوع النّصّ ومستوى القارئ.

في زمنٍ تتسارع فيه وتيرة التّكنولوجيا وتتكدّس المعلومات من حولنا، تظلّ القراءة واحدة من أعمق الأفعال الإنسانيّة الّتي تعيد الشّخص إلى جوهره الحقيقيّ: الفكر والتّأمّل والإبداع. القراءة ليست مجرّد هواية عابرة بل هي ممارسة يوميّة تسهم في بناء الذّات، وتفتح لنا نوافذ واسعة على العالم، وتحوّل واقعنا المحدود إلى آفاق لا متناهية من الخيال والمعرفة.

فلماذا لا يتحدّى التّلميذ نفسه ويمنح القراءة فرصة لتكون وسيلَته في تطوير ذاته وإثبات ما توصّلت إليه الدِّراسات؟

إليكم معطيات علميّة موثوقة حول أهمّيّة القراءة، فهي تساهم في:

  •      تحفيز الدّماغ: تنشّط القراءة مناطق متعدّدة مرتبطة باللّغة والذّاكرة والتّفكير.

  • تطوير المهارات اللّغويّة: تُغني المفردات وتحسّن القواعد والأسلوب.

  •      تعزيز التّعاطف: تساعد في فهم مشاعر الآخرين وتجاربهم.

  •      تقليل التّوتّر: القراءة لمدّة ستّ دقائق فقط يمكن أن تخفّض مستويات التّوتّر بنسبة 68% . 

القراءة ليست هروبًا من الواقع، بل إعادة تشكيلٍ له.

حين يقرأ التّلميذ كتابًا في التّاريخ أو رواية فلسفيّة أو حتّى مقالة علميّة، فهو لا يتلقّى المعلومات وحسب، بل يُعيد بناءها في ذهنه ويحوّلها إلى أفكار جديدة. بهذا المعنى، القراءة فعلٌ من أفعال الإبداع: نكتب بالخيال ما نراه في الواقع، ونصنع بالواقع ما نحلم به في الخيال.

هل تعلمون أنّ هناك استراتيجيّات تساعد التّلميذ في الفهم في أثناء القراءة، وليس فقط القراءة الببّغائيّة من دون استيعاب؟

 

استراتيجيّات فعّالة لتحسين الفهم القرائيّ

strategy

من هذه الاستراتيجيّات:

- تدريب العين:

  •     يتدرّب التّلاميذ على قراءة الجمل والعبارات كوحدات دلاليّة متكاملة بدلًا من التّركيز على كلّ كلمة على حِدة.

  •      يستعمل إصبعه أو قلمًا لتوجيه عينيه عبر السّطور، ممّا يُساعد في تقليل التّشتُّت والحفاظ على التّركيز.

  • القفز بصريًّا عبر النّصّ وتحديد النّقاط الرّئيسة، مع تجنّب التّوقّف عند الكلمات غير الأساس.

- اختبار الأداء وتقييمه:

    •       يتحقّق التّلميذ من مدى تقدّمه من خلال حساب عدد الكلمات الّتي يقرأها في الدّقيقة.

    •       يختبر نفسه بشكل دوريّ للتّأكّد من أنّه لا يزال يفهم المحتوى بشكل جيّد.

- تطوير المهارات الذّهنيّة:

    •     ممارسة أنشطة تعزّز التّفكير المنطقيّ والتّحليليّ مثل حلّ الألغاز والألعاب الذّهنيّة، فهذا يحسّن القدرة على معالجة المعلومات وفهمها بسرعة.

    •      جعل القراءة ممتعة من خلال اختيار نصوص تتناسب مع اهتماماته.

هناك خدعة بسيطة تساعد التّلميذ في فهم النّصّ وهي: "التّساؤل قبل القراءة وخلالها وبعدها".

بمعنى:

قبل أن يقرأ التّلميذ، يسأل نفسه:

Creative-thinking

- عمّ يتحدّث هذا النّصّ؟

- ماذا أتوقّع أن أتعلّم منه؟

- هل لديّ خلفيّة عن الموضوع؟

وفي أثناء القراءة، يسأل:

- ما الفكرة الأساس في هذا المقطع؟

- هل هناك كلمات لا أفهمها؟

- ما علاقة هذه الجملة بما قبلها؟

وبعد القراءة، يسأل:

- ماذا فهمت؟

- هل أستطيع أن أشرح ما قرأت بكلماتي الخاصّة؟

- ما المغزى أو الرّسالة من النّصّ؟

لماذا تعتبر هذه "الخدعة" فعّالة؟

لأنّ الأسئلة تنشّط الدّماغ وتجعل التّلميذ يبحث عن المعنى، وبدل أن يكون القارئ سلبيًّا، يصبح مشاركًا وفعّالًا. عندها يكون الفهم أسرع وأعمق، وليس مجرّد قراءة ببّغائيّة.

 

أنشطة صفّيّة ممتعة لتحفيز حبّ القراءة

لتحفيز التّلاميذ على حبّ القراءة، لا بدّ من أن يحوّلها المعلّم/ـة إلى تجربة تفاعليّة ممتعة ومليئة بالحيويّة. إليكم بعض الأنشطة الّتي يمكن للمعلّم/ـة تنفيذها داخل الصّفّ:

class-students

- تمثيل القصص: تشجيع التّلاميذ على تمثيل مشاهد من القصّة أو أداء دور شخصيّاتها، ممّا يعمّق الفهم ويزيد المتعة.

- تأليف كتاب مصوَّر: يُطلب إلى التّلميذ تأليف قصّة قصيرة مع رسومات، ممّا ينمّي خياله ويشعرهم بمتعة الإبداع.

- قراءة جماعيّة بصوت عالٍ: مشاركة جماعيّة للقراءة تُنمّي مهارات النّطق والتّعبير، وتزيد من التّفاعل مع النّصّ.

- نشاطات ما بعد القراءة: مثل تغيير نهاية القصّة أو رسم شخصيّاتها أو تفسير كلمات صعبة.

- يوم الشّخصيّات القصصيّة: يختار كلّ تلميذ شخصيّة من كتاب ويحضر مرتديًا زيّها ويقدّمها للصّفّ.

- تحدّي القراءة: مشاركة التّلاميذ في تحدّي القراءة على "تطبيق كم كلمة".

تحدَّوا نفسكم هذا العام في "تحدّي ألف كلمة وكلمة: نكتب الواقع، ونحلّق في الخيال". اقرأوا لتفهموا وتفكّروا وتتخيّلوا وتصنعوا عالمًا أفضل… لأنّكم حين تقرأون، تكوّنون واقعكم بيديكم!

ما هو هذا التّحدّي؟

هو تحدّي قراءة مبتكر يهدف إلى تحفيز التّلاميذ على القراءة باللّغة العربيّة وتعزيز مهاراتهم اللّغويّة وفهمها بشكل ممتع. خلال فترة التّحدّي، الّتي تمتدّ على شهرين، يُطلب إلى التّلاميذ قراءة ما بين 180 و450 كلمة يوميًّا، بما يعادل خمسًا إلى عشر دقائق من القراءة اليوميّة.

التّحدّي قائم لمدّة شهرين، من ٣ تشرين الثّاني/ نوفمبر ٢٠٢٥ إلى ٣ كانون الثّاني/ يناير ٢٠٢٦. يمكن للتّلميذ أن يختار عدد النّصوص الّتي يريد قراءتها (28 أو 58 نصًّا). كما سيحصل التّلميذ المشارك في هذا التّحدّي على شارات تميّز.

 

ما الّذي يميّز تحدّي القراءة في منصّة "كم كلمة"؟

kamkalima's-reading-challenge
  • المرونة والحرّيّة: يختار التّلميذ النّصوص الّتي ينوي قراءتها في التّحدّي، ويمكن أن يختار 28 نصًّا (10 آلاف كلمة) أو 58 نصًّا (25 ألف كلمة).

  •      التّنوّع في النّصوص: يتضمّن التّحدّي نصوصًا من الواقع والخيال.

  •      التّركيز على الفهم والاستيعاب: التّحدّي لا يتعلّق بالسّرعة بل بفهم ما يقرأه التّلميذ بعمق، وهذا ما يُختبر التّلاميذ به بعد قراءة كلّ نصّ من خلال الإجابة عن 4 أسئلة تتلاءم مع أهداف التّحدّي.

  •       تجربة رقميّة ممتعة: أضيفوا عنصر التّفاعل إلى صفّكم مع تطبيق "كم كلمة"! اجعلوا القراءة رقميّة ومرنة عبر الهواتف والأجهزة اللّوحيّة، لتصل إلى تلاميذكم أينما كانوا وبطريقة مشوّقة!

  •       المكافآت والجوائز: كلّما قرأ التّلميذ أكثر، حصل على المزيد من الشّارات والمكافآت الرّمزيّة، ممّا يحفّز التّلميذ على الاستمرار في الإنجاز.

انضمّوا إلينا في تجربة فريدة تجمع بين الإبداع والخيال!

لمعرفة المزيد عن تحدّي القراءة، انضمّوا إلى الدّورة التّدريبيّة المجّانيّة حول: "دليل المعلّم للمشاركة في تحدّي القراءة من كم كلمة"، في ١٣ تشرين الثّاني/ نوفمبر ٢٠٢٥.

سجّلوا اليوم

ودعوا تلاميذكم يعبّرون بالكلمات عن أفكارهم وأحلامهم، ليحلّق خيالهم في سماء الإبداع والإلهام!

 

شاركونا آراءكم واقتراحاتكم في التّعليقات أدناه لنجعل تجربة التّعلّم أفضل للجميع! ولا تنسوا الاشتراك في مدوّنتنا للبقاء على اطّلاع دائم بآخر المقالات والنّصائح.

للمزيد من المعلومات والاستفسارات، زوروا موقعنا علىKamkalima.com


أدخِلوا بياناتكم للاشتراك في مدوّنتنا

Next
Next

الاستدامة: من استراتيجيّة عالميّة إلى أداة للتّعلّم