مِرآةُ المُسْتَقْبَلِ

 
 
 
 

مَرْحَبًا أَعِزّائي، أَهْلًا وَسَهْلًا بِكُمْ في بَرْنامَجِ "مِرْآةِ المُسْتَقْبَلِ" مَعَ ضَيْفَتِنا لِهَذا الأُسْبوعِ "دانية خالد مُراد"، الَّتي سَتُحَدِّثُنا عَنْ عالَمِ الهَنْدَسَةِ وَالفَنِّ وَطَريقَةِ النَّجاحِ الَّتي اتَّبَعَتْها لِتَصِلَ إِلى ما هيَ عَلَيْهِ اليَوْم. وَكَما تَعْرِفون، لِكُلِّ نَجاحٍ حِكايَة. لِذا سَيَكونُ مَوْضوعُنا خلالَ هَذا الأُسْبوعِ عَنْ كَيْفيَّةِ العَيْشِ وَالنُّموِّ للوُصولِ إِلى الطُّموحِ المُراد.

ـ "أَهْلًا وَسَهْلًا بِكِ "دانية"، لَقَدْ شَرَّفْتِنا بِحُضورِك، وَنَحْنُ في غايَةِ السَّعادَةِ لِوُجودِكِ بَيْنَنا اليَوْم. حَدِّثينا بِدايَةً عَنْ مَفْهومِ عَمَلِكِ في الهَنْدَسَةِ المِعْماريَّةِ ليَتَمَكَّنَ المُشاهِدونَ مِنْ فَهْمِهِ وَأَخْذِ فِكْرَةٍ عَنْه".

ـ "أَهْلًا بِكِ، وأَشْكُرُكِ عَلى اسْتِضافَتي. أَنا سَعيدَةٌ جِدًّا لِوُجودي مَعَكُمْ هُنا وَحُصولي عَلى فُرْصَةٍ للتَّكَلُّمِ عَلى عَمَلي. الهَنْدَسَةُ المِعْماريَّةُ هيَ عِبارَةٌ عَنِ التَّخْطيطِ وَرَسْمِ مُخَطَّطاتٍ لِمَبانٍ عَديدَةٍ وَمُتَنَوِّعَة. فَمِنْ خِلالِها يَضَعُ المُهَنْدِسُ فِكْرَتَهُ عَلى وَرَقَةٍ، ثُمَّ يُخَطِّطُ التَّفاصيلَ فَيَتَمَكَّنُ بِسَبَبِ خَيالِهِ وَالرُّسوماتِ مِن تَنْفيذِ المَباني المُتَنَوِّعَةِ الأَشْكالِ وَبِنائِها."

- "يَبْدو أَنَّ هَذا العَمَلَ يَحْتاجُ إِلى شَخْصٍ مُبْدِعٍ وَمُبْتَكِر! أَخْبِرينا ما الَّذي جَعَلَكِ تَخْتارينَ هَذا الِاخْتِصاص؟"

ـ "في الواقِعِ، لَمْ أَكُنْ أَعْلَمُ أَنَّني سَأُصْبِحُ مُهَنْدِسَةً مِعْماريَّة، فَقَدْ كُنْتُ أُحِبُّ الرَّسْمَ وَكُلَّ ما يَتَعَلَّقُ بِالفَنّ، وَكُنْتُ أُريدُ العَمَلَ في مَجالٍ أوَظِّفُ فيهِ فَنّي. وَذاتَ يَوْم، رَأَيْتُ أَبي المُهَنْدِسَ يَعْمَل، فَتَأَمَّلْتُهُ وَرَأَيْتُ المُخَطَّطاتِ وَأَعْجَبَتْني فِكْرَةُ تَصْميمِ المَباني بِأَكْمَلِها، وَبِخاصَّةٍ أَنَّني كُنْتُ أُحِبُّ النَّظَرَ إِلى المَباني الجَميلَةِ وَالغَريبَةِ بِشَكْلِها في كُلِّ مَرَّةٍ أَكونُ فيها مُسافِرَةً أَوْ في الخارِج. وَلِذَلِك، رَسَخَتْ في عَقْلي فِكْرَةُ الهَنْدَسَةِ المِعْماريَّة."

ـ "يا لَهَذِهِ الطَّريقَةِ الرّائِعَةِ في اكْتِشافِ شَغَفِك! وَهَلْ مَرَرْتِ بِمَواقِفَ أَكَّدَتْ لَكِ أَنَّ الهَنْدَسَةَ هيَ المِهْنَةُ المُناسِبَةُ لَك؟"

ـ "طَبْعًا! فَعِنْدَما كُنْتُ خارِجَ البِلاد، لاحَظْتُ أَنَّني أُراقِبُ أَشْكالَ المَباني وَأَتَأَمَّلُها بِعُيونٍ واسِعَةٍ طَوالَ الوَقْت، وَذَلِكَ كانَ قَبْلَ دُخولي إِلى الجامِعَةِ بِفَتْرَةٍ قَصيرَة. عِنْدَها عَرَفْتُ أَنَّني لَنْ أَنْدَم، إِذْ كُنْتُ في عَقْلي أُصَمِّمُ تِلْكَ المَباني واحِدَةً تِلْوَ الأُخْرى، وَأَقومُ بِبَعْضِ التَّعْديلاتِ عَلَيْها أَيْضًا."

ـ "أَعْجَبَتْني طَريقَةُ تَفْكيرِك! هَلْ هُناكَ مَنْ شَجَّعَكِ وَدَعَمَك؟"

ـ "دائِمًا! فَأُمّي وَأَبي كانا الدّاعِمَيْنِ الرَّئيسَيْنِ لي في كُلِّ خِياراتي وَقَراراتي، لأَنَّهُما أَرادا أَنْ أَقومَ بِما يُسْعِدُني لأَتَمَكَّنَ مِنْ إِظْهارِ مَهاراتي وَبَذْلِ جُهْدي في ما أُحِبُّه. وَأَنا شاكِرَةٌ وَمُمْتَنَّةٌ لَهُما عَلى كُلِّ ما فَعَلاهُ مِنْ أَجْلي."

ـ "كَمْ هَذا جَميل! أَلَمْ تَكُنْ لَدَيْكِ أَحْلامٌ أُخْرى بَعيدَةٌ عَنِ الهَنْدَسَة؟"

ـ "في الحَقيقَةِ بَلى. لَقَدْ كُنْتُ مُتَرَدِّدَةً في مَوْضوعِ الطِّبِّ لأَنَّني أَعْتَبِرُهُ مُثيرًا وَلافِتًا لِلِانْتِباه. وَفِكْرَةُ إِنْقاذِ حَياةِ النّاسِ أَوْ تَحْسينِها كانَتْ تَدْفَعُني إِلى اخْتيارِ الطِّبّ، لَكِنَّ المُشْكِلَةَ الأَساسَ أَنَّني لَمْ أَجِدْ نَفْسي فيهِ أَوْ أَتَخَيَّلْ أَنَّني أَعْمَلُ كَطَبيبَةٍ لِسَنَواتٍ عَديدَة، كَما أَنَّني لا أُحِبُّ أَجْواءَ المُسْتَشْفَياتِ وَأَخافُ مِنَ الإِبْرَة. فَكَيْفَ لي أَنْ أُصْبِحَ طَبيبَة؟"

ـ "هَذِهِ أَسْبابٌ وَجيهَة، واخْتيارُكِ الهَنْدَسَةَ يَبْدو الطَّريقَ السَّليم. هَلْ لَدَيْكِ هِواياتٌ أُخْرى غَيْرُ الفَنِّ؟"

ـ "بالتّأكيد! أَنا أُحِبُّ القِراءَةَ كَثيرًا، وَاللَّعِبَ مَعَ الحَيَوانات، وَالسِّباحَةَ وَرُكوبَ الخَيْل. وَبِرَأْيي، مُهِمٌّ جِدًّا أَنْ يُجَرِّبَ الإِنْسانُ العَديدَ مِنَ الأَنْشِطَةِ المُتَنَوِّعَةِ ليَتَعَلَّمَ الكَثيرَ مِنَ الأُمورِ وَيَسْتَمْتِعَ بِها."

ـ "أوافِقُكِ الرَّأْيَ تَمامًا. تَكَلَّمْتِ عَلى حُبِّكِ للحَيَوانات، ما هيَ الحَيَواناتُ الَّتي تُحِبّينَ اللَّعِبَ مَعَها؟"

ـ "أَنا أَعْشَقُ القِطَطَ وَالكِلابَ وَالطُّيور. وَلَدَيَّ بَعْضٌ مِنْها في بَيْتي، فَهيَ مَخْلوقاتٌ جَميلَةٌ وَمَرِحَة، لَكِنَّها تَحْتاجُ إِلى الِاهْتِمامِ الشَّديد."

ـ "هَلْ كُنْتِ تَمْلِكينَ أَيَّ حَيَواناتٍ في صِغَرِك؟"

ـ "نَعَم، فَأَبي كانَ يُحِبُّ الحَيَوانات، لِذا أَحْضَرَ بَعْضَ القِطَطِ وَالطُّيور. وَأَنا تَعَلَّمْتُ مِنْهُ كُلَّ ما يَتَعَلَّقُ بِها."

ـ "مؤَثِّرٌ جِدًّا! أَبِإِمْكانِكِ إِخْبارَنا عَنْ مَشاريعِكِ الجَديدَةِ المُسْتَقْبَليَّة؟"

ـ "بِكُلِّ سُرور! بِتُّمْ تَعْرِفونَ إِنَّني أُحِبُّ الفَنَّ إِلى أَقْصى حُدود، لِذا سَأَفْتَتِحُ قَريبًا مَعْرِضًا أَعْرِضُ فيهِ لَوْحاتي وَأَعْمالي الفَنّيَّةَ ليَتَمَكَّنَ النّاسُ مِنْ رؤْيَتِها. كَما أَنَّني سَأُصَمِّمُ المَبْنى كُلَّهُ بِنَفْسي، لِذا سَيَكونُ المَكانُ بِأَكْمَلِهِ أَشْبَهَ بِلَوْحَةٍ فَنّيَّةٍ كَبيرَة. وَأَنا أَنْتَظِرُ بِفارِغِ الصَّبْرِ رَأْيَ النّاسِ بِه".

ـ "واو، الفِكْرَةُ رائِعَة! أَعْتَقِدُ أَنَّها سَتَكونُ مِنْ أَجْمَلِ مَشاريعِك. لَدَيَّ سُؤالٌ غَريب، إِذا كُنْتِ تَمْلِكينَ القُدْرَةَ عَلى الرُّجوعِ في الزَّمَن، فَماذا كُنْتِ سَتَقولينَ لِنَفْسِكِ الصَّغيرَة؟"

ـ "سَأَقولُ لَها ما أَقولُهُ لِنَفْسي دائِمًا: لا تَيْأَسي، فَالحَياةُ تُخَبِّئُ لَنا مُفاجآتٍ كَثيرَة. لِذا اِعْمَلي بِجُهْد، وَكوني أَكيدَةً أَنَّ تَعَبَكِ لَنْ يَضيعَ أَبَدًا."

ـ "وَفي خِتامِ حَلْقَتِنا، نَشْكُرُكِ "دانيَة" مَرَّةً أُخْرى عَلى حُضورِكِ مَعَنا في بَرْنامَجِ "مِرْآةِ المُسْتَقْبَل"، وَنَأْمُلُ أَنْ تَتَوَفَّقي في حَياتِكِ وَعَمَلِكِ."

ـ "شُكْرًا لَك، لَقَدِ اسْتَمْتَعْتُ بِمَجيئي اليَوْمَ وَأَتَمَنّى لَكِ وَللمُشاهِدينَ الخَيْرَ وَالسَّعادَةَ وَدَوامَ الصِّحَّة."

وَأَخيرًا، لَقَدِ اسْتَمَعْنا إِلى المُهَنْدِسَةِ المِعْماريَّةِ "دانيَة خالِد" حَوْلَ رِحْلَتِها لِاكْتِشافِ شَغَفِها في العَمَلِ وَهِواياتِها الَّتي تُخَطِّطُ أَنْ تَرْبُطَها بِعَمَلِها لِتَجْعَلَها أَكْثَرَ تَشْويقًا. وَبِهَذِهِ الطَّريقَة، اِكْتَشَفْنا أَنَّ حُبَّ العَمَلِ وَالهِواياتِ يُمْكِنُ رَبْطُهُما بِبَعْضِهِما للوُصولِ إِلى طُموحٍ جَميلٍ يَسْتَحِقُّ التَّعَب. وَنَأْمُلُ يَوْمًا ما، عِنْدَما يَصِلُ النّاسُ إِلى هَذِهِ النُّقْطَةِ في حَياتِهِم، أَنْ يَسْتَفيدوا مِنْ نَصائِحِها وَيَتَمَكَّنوا مِنَ الحُصولِ عَلى عَمَلٍ يُحِبّونَهُ وَيُمارِسونَهُ بِسَعادَةٍ وَشَغَف.


هذا النّصّ من تأليف التّلميذة "دانية خالد مراد" بإشراف المعلّم "محمود بدير" في الصّفّ العاشر أساسيّ من مدرسة "الحكمة الدّوليّة" خلال مشاركتها في مسابقة التّعبير الكتابيّ على منصّة "كم كلمة" في العام الدّراسيّ 2021-2022.

Previous
Previous

"ظَريفُ الطّول"... قِصَّةُ وَطَن

Next
Next

لِقاءٌ مَعَ مُبْدِعَة