أَهْلًا بِالبَطَل!

 
 
 
 

أَحْبَبْتُ شَخْصيَّةَ "مَنْصور" الكَرْتونيَّةَ كَثيرًا، وَتابَعْتُ جَميعَ حَلَقاتِهِ عَلى قَنَواتِ التِّلْفاز. وَكَمْ كُنْتُ مَسْرورًا عِنْدَما وافَقَ عَلى إِجْراءِ مُقابَلَةٍ صَحَفيَّةٍ مَعي لِصالِحِ صَحيفَةِ المَدْرَسَةِ الشَّهْريَّة.

وَفي المَوْعِدِ المُحَدَّد، اِلْتَقَيْنا في أَحَدِ المَقاهي الهادِئَةِ عَلى الشّاطِئ، فَبادَرَني بِالسَّلامِ مُبْتَسِمًا، ثُمَّ جَلَسْنا وَسَأَلَني مُسْتَوْضِحًا: "لِماذا اخْتَرْتَني لِهَذِهِ المُقابَلَة؟"، فَأَجَبْتُهُ قائِلًا: "لِأَنَّكَ شَخْصيَّةٌ وَطَنيَّةٌ واعيَةٌ وَمُثَقَّفَةٌ وَمَحْبوبَةٌ جِدًّا مِنَ الكِبارِ وَالصِّغار، وَلِأَنَّكَ تَسْعى إِلى نَشْرِ القيَمِ الِاجْتِماعيَّةِ وَالثَّقافيَّةِ في المُجْتَمَع".

وَبَعْدَ أَنِ ابْتَسَمَ وَشَكَرَني عَلى هَذِهِ الكَلِمات، اِسْتَأْذَنْتُهُ لِأَبْدَأَ طَرْحَ أَسْئِلَتي. وَكانَ أَوَّلُها:

ـ "لِماذا تَلْتَزِمُ بِارْتِداءِ الزّيِّ الوَطَنيِّ في جَميعِ حَلَقاتِك؟"

ـ "أَنا أَعْتَزُّ كَثيرًا بِالزّيِّ الوَطَنيّ، وَأَعْتَقِدُ أَنَّ الإِنْسانَ يَجِبُ أَنْ يَعْتَزَّ بِهُويَّتِهِ الوَطَنيَّةِ وَيَكونَ خَيْرَ مُمَثِّلٍ لَها."

ـ "هَلْ تُفَكِّرُ في إِضافَةِ شَخْصيّاتٍ جَديدَةٍ إِلى المُسَلْسَل؟"

ـ "تُشَكِّلُ الشَّخْصيّاتُ كُلُّها عائِلَةَ "مَنْصور"، وَلا يُمْكِنُ الِاسْتِغْناءُ عَنْ أَيٍّ مِنْها. لَكِنْ في حالِ دَعَتِ الحاجَةُ إِلى إِضافَةِ شَخْصيَّةٍ جَديدَةٍ فَلا مانِعَ لَدَيّ."

ـ "وَأَنْتَ شَخْصيًّا، ما الحَلَقاتُ المُفَضَّلَةُ لَدَيْك؟ وَلِماذا؟"

ـ "أَنا أُحِبُّها جَميعَها مِنْ دونِ اسْتِثْناء، لأَنَّ كُلَّ واحِدَةٍ مِنْها تَنْشُرُ الوَعْيَ وَتَحْمِلُ رِسالَةً وَمَضْمونًا هادِفًا."

ـ "إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ مَخاوِفِك، أَسَتُجيبُني أَمْ سَتَتَهَرَّبُ مِنَ الإِجابَةِ بِطَريقَةٍ دِبْلوماسيَّة؟"

(ضَحِكَ بِصَوْتٍ عالٍ قَبْلَ الإِجابَةِ عَنِ السّؤال)

ـ "طَبْعًا سَأُجيب، فَنَحْنُ بَشَرٌ وَالخَوْفُ شُعورٌ طَبيعيٌّ يُرافِقُ كُلَّ الكائِناتِ الحَيَّة."

(اِعْتَدَلَ في جَلْسَتِهِ وَأَكْمَلَ كَلامَه)

"الخَوْفُ سِلاحٌ ذو حَدَّيْن، خَوْفٌ ذو أَثَرٍ إيجابيٍّ مِثْلَ خَوْفِكَ مِنَ اللهِ الَّذي يَدْفَعُكَ إِلى العَمَلِ الصّالِح، وَخَوْفِكَ مِنَ الفَشَلِ الَّذي يَدْفَعُكَ إِلى الجِدّ؛ وَخَوْفٌ ذو أَثَرٍ سَلْبيٍّ مِثْلَ الخَوْفِ الَّذي تَمْلَأُهُ الهَواجِسُ وَالأَفْكارُ السَّوْداء، وَالَّذي يوْدي بِالإِنْسانِ إِلى العُزْلَةِ أَوِ الإِدْمانِ أَوْ يَدْفَعُهُ إِلى الأَمْراضِ النَّفْسيَّة."

ـ "يا إِلَهي ! أَهَذا مَعْقووول؟"

ـ "نَعَمْ يا صَديقي، نَسْأَلُ اللهَ السَّلامَةَ لِلْجَميع."

ـ "أَتُحِبُّ أَنْ توَجِّهَ كَلِمَةً إِلى الشَّبابِ في نِهايَةِ مُقابَلَتِنا؟"

(اِبْتَسَمَ وَأَعْرَبَ عَنْ سَعادَتِهِ بِهَذا السّؤال)

ـ "كَمْ أُحِبُّ أَنْ أُخاطِبَ الشَّباب! فَهُمْ بُناةُ الغَدِ المُشْرِقِ وَأَمَلُ الأُمَّةِ في تَطَوُّرِها وازْدِهارِها. وَنَصيحَتي لَهُمْ أَنْ يَتَسَلَّحوا بِالعِلْمِ وَالأَخْلاقِ وَالكَرَمِ الَّذي تَرَبَّيْنا عَلَيْهِ مِنْ قادَتِنا الأَوْفياء. كَما أَدْعوهُمْ إِلى حُسْنِ الخُلُقِ وَالإِقْبالِ عَلى طَلَبِ العِلْمِ والِاعْتِزازِ بِهُويَّتِهِمِ الوَطَنيَّةِ وَالسَّعْيِ الدّائِمِ إِلى تَحْقيقِ المَرْكَزِ الأَوَّل، مِثْلَما أَوْصانا صاحِبُ السُّموِّ الشَّيْخُ "محمّد بِنْ راشد آل مكتوم" حينَ قال: "إِنَّنا شَعْبٌ لا يَرْضى إِلّا بِالمَرْكَزِ الأَوَّل، وَالمَرْكَزُ الثّاني مِثْلُ الأَخير."

أَخيرًا، أَشْكُرُكَ مِنْ قَلْبي عَلى هَذِهِ المُقابَلَة، فَقَدْ سَعَدْتُ جِدًّا بِالتَّحَدُّثِ مَعَك. عَلى أَمَلِ اللِّقاءِ مَرَّةً أُخْرى إِنْ شاءَ الله.

هذا النّصّ من تأليف التّلميذ "محمّد علي العزيزي" بإشراف المعلّمة "علياء المحروق" في الصّفّ السّادس أساسيّ من مدرسة "الظّفرة الخاصّة - العين" خلال مشاركته في مسابقة التّعبير الكتابيّ على منصّة "كم كلمة" في العام الدّراسيّ 2021-2022.

Previous
Previous

مُقابَلَةٌ مَعَ الكابْتن "ماجد"

Next
Next

السَّفَرُ إِلى المُسْتَقْبَل