لِقاءٌ مَعَ "أَحْمد الشّقيري"

 
 
 
 

مِنَ الشَّخْصيّاتِ المَشْهورَةِ الَّتي أَنْجَذِبُ إِلَيْها رائِدُ الأَعْمالِ وَالمُقَدِّمُ التِّلِفِزْيونيُّ "أحمد الشّقيري". أَحْبَبْتُهُ كَثيرًا لأَنَّهُ تَعَدّى حُدودَ الِاهْتِمامِ بِنَفْسِهِ وَمَنْ حَوْلِهِ وَالمُجْتَمَع. كَما لَفَتَتْني مُحاوَلاتُه، عَلى مَدارِ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَة، في نَشْرِ الأَفْكارِ وَالتَّجارِبِ الغَرْبيَّةِ وَإِمْكانيَّةِ تَطْبيقِها في السَّعوديَّةِ وَالعالَمِ العَرَبيّ. بِالإِضافَةِ إِلى أَنَّ شَخْصيَّتَهُ الفَريدَةَ مِنْ نَوْعِها ساعَدَتْهُ في الحُصولِ عَلى هَذا الكَمِّ الهائِلِ مِنَ المُتابِعينَ وَالمُعْجَبين. وَلا يَخْفى أَنَّهُ يَسْتَحِقُّ الِاهْتِمامَ وَالإِشادَةَ بِأَعْمالِه، وَأَتَمَنّى أَنْ أَكونَ مِثْلَهُ يَوْمًا ما.

وَلِشِدَّةِ إِعْجابي بِه، سَعَيْتُ جاهِدَةً لِأَلْتَقيَهُ وَأُقابِلَهُ وَأَتَعَرَّفَ إِلَيْهِ أَكْثَر. وَهَكَذا كانَتِ المُقابَلَة:

- "مَرْحَبًا أُسْتاذُ "أحمد"، أَنا سَعيدَةٌ لِرُؤْيَتِكَ وَمُقابَلَتِك. حَدِّثْني عَنْ نَفْسِكَ وَعَنْ بِداياتِكَ قَليلًا؟"

ـ "أَهْلًا "ليان"، وَأَنا بِدَوْري فَرِحٌ لِوُجودي مَعَكِ هُنا. بِدايَةً أَصْلي مِنْ مَدينَةِ جَدّة - السَّعوديَّة، وَأَنا مُتَزَوِّجٌ وَأَبٌ لِطِفْلَيْن. حَصَلْتُ عَلى دَرَجَةِ "الماجِسْتير" في إِدارَةِ الأَعْمالِ مِنْ جامِعَةِ "كاليفورنيا"، وَأَسَّسْتُ شَرِكَةً مُخْتَصَّةً بِالأَعْمالِ التِّجاريَّة، وَهَدَفُها الصَّدَقَةُ الخالِصَة. وَفي عامِ أَلْفَيْنِ وَاثْنَيْنِ بَدَأْتُ العَمَلَ التِّلِفِزْيونيّ، وَبَعْدَها تَطَوَّرَ الأَمْرُ حَتّى اشْتُهِرْتُ في بَرْنامَجِ "خَواطِر". وَلَكِنَّ الفِكْرَةَ الأَساسَ مِنْ تَأْسيسِ شَرِكَتي كانَتْ وَما زالَتْ تَنْشيطَ الأَعْمالِ المُجْتَمَعيَّةِ الخَيْريَّةِ الَّتي تُفيدُ المُجْتَمَعَ العَرَبيَّ عُمومًا وَبَلَدي خُصوصًا.

ـ "لا شَكَّ أَنَّ لَدَيْكَ مُعْجَبينَ كُثُرَ بَعْدَ شُهْرَتِكَ هَذِه، إِلّا أَنَّ نَقْدًا كَبيرًا وُجِّهَ إِلَيْكَ يُفيدُ بِعَدَمِ احْتِرامِكَ الإِنْجازاتِ العَرَبيَّةَ وَفَخْرِكَ بِالإِنْجازاتِ الغَرْبيَّة. كَيْفَ تَرُدُّ عَلى هَذِهِ الِانْتِقادات؟"

ـ "العالَمُ الغَرْبيُّ مَليءٌ بِالقيَمِ العَظيمَةِ مِثْلَ العَدْلِ وَالإِحْسانِ وَغَيْرِهِما. وَهُناكَ العَديدُ مِنَ الأُمورِ المُتَطَوِّرَةِ في مَجالِ التَّعْليمِ وَالصِّحَّةِ وَالِاقْتِصادِ الَّتي ساهَمَتْ في تَطَوُّرِ شُعوبِ البُلْدانِ الغَرْبيَّة، وَهَذا انْعَكَسَ إيجابًا عَلى النّاس. لِذا، أَرَدْتُ أَنْ أَنْقُلَ هَذِهِ التَّجارِبَ لِتَسْتَفيدَ مِنْها البُلْدانُ العَرَبيَّة، لَكِنَّني في الوَقْتِ نَفْسِهِ أَعْدَدْتُ العَديدَ مِنَ الحَلَقاتِ وَالمَواسِمِ الخاصَّةِ بالإِنْجازاتِ العَرَبيَّةِ وَالسَّعوديَّةِ أَيْضًا".

- "الكُلُّ يَعْلَمُ أَنَّكَ انْعَزَلْتَ بَعْدَ بَرْنامَجِ "خَواطِر الحادي عَشَر"، وَمَكَثْتَ في جَزيرَةٍ صَغيرَةٍ أَرْبَعينَ يَوْمًا، وَبَعْدَها قُمْتَ بِتَأْليفِ كِتابِكَ "أَرْبَعون". حَدِّثْنا عَنْ هَذِهِ التَّجْرِبَة؟"

ـ "في تِلْكَ الفَتْرَة، فَكَّرْتُ في جَميعِ العاداتِ السَّيِّئَةِ الَّتي لَطالَما رَغِبْتُ في التَّخَلُّصِ مِنْها، وَفي العاداتِ الحَسَنَةِ الَّتي رَغِبْتُ في اكْتِسابِها. لِذا اتَّبَعْتُ اسْتراتيجيّاتٍ تُؤَهِّلُني للتَّحَلّي بِهَذِهِ العادات، مِثْلَ ابْتِعادي عَنِ التِّكْنولوجيا كُلَّ البُعْد، وَانْعِزالي عَنِ الجَميع، فَقُمْتُ بِتِلْكَ الرِّحْلَةِ وَحيدًا، وَخَرَجْتُ مِنْ عُزْلَتي بِقَناعاتٍ لَخَّصْتُها في كِتابِ "أَرْبَعونَ" حَيْثُ تَحَدَّثْتُ عَنْ طُرُقِ تَطْويرِ الذّاتِ وَتَنْميَةِ الشَّخْصيَّة، وَأَوْرَدْتُ فيهِ أَدِلَّةً عَمَليَّةً يُمْكِنُ للقارِئِ اتِّباعُها لِتَحْقيقِ أَهْدافِه".

ـ "وَهَلْ كانَتْ هَذِهِ التَّجْرِبَةُ ناجِحَةً بِالنِّسْبَةِ إِلى تَطَلُّعاتِك؟"

ـ "طَبْعًا، فَأَحَدُ أَهَمِّ أَسْبابِ عُزْلَتي هوَ مُحاوَلَةُ الوُصولِ إِلى السَّلامِ الدّاخِليّ. وَأَرى أَنَّ التَّأَمُّلَ في النَّفْسِ البَشَريَّةِ هوَ الخُطْوَةُ الأولى لِتَحْقيقِ هَذا السَّلام".

ـ "ما هيَ أَبْرَزُ الإِنْجازاتِ الَّتي تَظُنُّ أَنَّكَ حَقَّقْتَها عَلى الصَّعيدِ الشَّخْصيّ؟"

ـ "بِرَأْيي، أَبْرَزُ إِنْجازاتي يَكْمُنُ في بَرْنامَجِ "خَواطِر" نَظَرًا لِطولِ المُدَّةِ وَكَثافَةِ الجُهودِ الَّتي بُذِلَتْ في هَذا العَمَل. لَكِنَّني أَسْعى إِلى تَحْقيقِ المَزيد".

ـ "وَما هيَ أَصْعَبُ اللَّحَظاتِ الَّتي مَرَرْتَ بِها في حَياتِك؟"

ـ في أَثْناءِ دِراسَتي في الوِلاياتِ المُتَّحِدَة، كانَتْ لَدَيَّ تَساؤُلاتٌ كَثيرَةٌ حَوْلَ النُّهوضِ بِالحَياة، وَبِمُساعَدَةِ أَحَدِ أَصْدِقائي نَجَحْتُ في الحُصولِ عَلى إِجاباتٍ عَديدَة، وَمِنْها الدَّعْوَةُ إِلى المَحَبَّةِ وَالسَّلامِ وَالعَدْلِ وَالإِحْسانِ أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ أَمْرٍ آخَر".

ـ "هَلْ لَدَيْكَ أَعْمالٌ جَديدَةٌ في المُسْتَقْبَل؟"

ـ "أَكيد، وَلَكِنْ لا يُمْكِنُني الإِفْصاحُ عَنْها إِلى أَنْ أُنْهيَها. وَأَسْأَلُ اللهَ التَّوْفيق".

ـ "وَأَخيرًا، ما النَّصيحَةُ الَّتي تُقَدِّمُها لِجيلِنا الصّاعِد؟"

ـ "صَراحَةً كُنْتُ أَحْلُمُ بِإِنْشاءِ جيلٍ جَديدٍ بِفِكْرٍ جَديدٍ وناشِطٍ يَرْتَقي بِهَذِهِ الأُمَّة، إِلّا أَنَّ ما رَأَيْتُهُ فيكِ وَفي جيلِكِ يَجْعَلُني أَشْعُرُ بِالسَّعادَة. وَكُلُّ ما يُمْكِنُني قَوْلُهُ هوَ أَنْ تُحاوِلوا تَقْديمَ ما تُقَدِّموهُ لِأَنْفُسِكُمْ وَأَهْلِكُمْ إِلى المُجْتَمَع، فَاللهُ يُحِبُّ عَمَلَ الخَيْر".

في الخِتام، أَشْكُرُكَ لِشَفافيَّتِكَ وَصِدْقِك. وَمِنْ ناحيَتي، سَعَدْتُ جدًّا بِلِقائِكَ وَأَتَمَنّى لَكَ دَوامَ التَّوْفيقِ في حَياتِك.

هذا النّصّ من تأليف التّلميذة "ليان إياس زكري" بإشراف المعلّمة "دانية عطفة" في الصّفّ السّابع أساسيّ من مدرسة "جدّة الخاصّة العالميّة" خلال مشاركتها في مسابقة التّعبير الكتابيّ على منصّة "كم كلمة" في العام الدّراسيّ 2021-2022.

Previous
Previous

السَّفَرُ إِلى المُسْتَقْبَل

Next
Next

مُقابَلَتي مَعَ الهِرِّ "توم"